اشتهر باسم والدته رغم أنه ابن الإمام على (ع) وشقيق الإمامين الحسن والحسين (ع) من أبيهما، وذلك تمييزًا له لأنه ليس من أبناء السيدة فاطمة الزهراء (ع)، فأمه خوله بنت إياس الحنفية، وقيل: ابنة جعفر بن قيس بن مسلمة الحنفى، وقد قل ذكره فى كتب التاريخ لأن فضل وفضائل شقيقاه شغل الناس عن كل ما سواهما.
وقد استأذن الإمام على بن أبى طالب (ع) سيدنا رسول الله (ص) فى أن يسمى أحد أبنائه باسم النبى ويكنيه بكنيته، فصادف ذلك محمد بن الحنفية، وكانت مزية له خاصة، جاء فى الطبقات الكبرى:
وقع بين علىٍّ وطلحة كلام، فقال له طلحة: لا كجرأتك على رسول الله، سميت باسمه وكنيت بكنيته، وقد نهى رسول الله أن يجمعهما أحد من أمته بعده، فقال علىٌّ: إن الجرىء من اجترأ على الله ورسوله، اذهب يا فلان فادع فلانًا و ........
فلانًا – لنفر من قريش – قال: فجاءوا، فقال: بما تشهدون؟، قالوا: نشهد أن رسول الله (ص) قال: (سيولد لك بعدى غلام فقد نحلته اسمى وكنيتى ولا تحل لأحد من أمتى بعده). وكانت كنية محمد بن الحنفية (أبا القاسم) على كنية رسول الله (ص).
كان محمد بن الحنفية (ر) شجاعًا فصيحًا صاحب رأى، وقد ورث عن أبيه من الصفات التى تؤهله للزعامة والسيادة – كما يقول الشيخ عبد الحفيظ فرغلى صاحب كتاب أهل البيت فى مصر – وكان سياسيًّا ماهرًا، فلم يغرر بنفسه، كما أنه لم ينقد وراء وعود الكوفيين له بالنصر، ولذلك وقف موقفًا فيه مرونة وحزم من الفتن التى اشتعلت بعد فاجعة استشهاد الإمام الحسين (ع)، فإنه بعد أن ارتكب يزيد فعلته وأدرك أنه سيهيج عليه الخواطر، ويجر ضده المتاعب ويتيح الفرصة لعبد الله بن الزبير أن يثور ضده، أراد أن يستعطف عليه قلب محمد بن الحنفية فكتب إليه يزيد ليزوره، وقابله بالحفاوة والتكريم، وأقسم أمامه بمحرجات الأيمان على براءته من دم الإمام الحسين (ع)، وأن تبعة ذلك تقع على ابن زياد وحده، ولم يكن ابن الحنفية غافلاً عما فى نفس يزيد من الغدر والكذب، ولكنه أراد أن لا يجر أسرته إلى مزيد من المتاعب، وقد حرص يزيد أن يظهر أمامه بمظهر المواظب على الصلاة المتمسك بتعاليم الدين.
وحينما طلب منه أهل المدينة أن يولوه عليهم رفض، كما رفض الاشتراك فى قتال الأمويين، وغادر المدينة إلى مكة، وامتنع عن بيعة ابن الزبير، فسبَّه وحبس ولده وأراد قتله ولكن الابن تخلص من سجنه بحيلة.
وحينما سب عبد الله بن الزبير الإمام عليًّا والهاشميين غضب ابن الحنفية وصعد المنبر ولام ابن الزبير لومًا شديدًا، وامتدح والده الإمام عليًّا (ع)، وهدد ابن الزبير تهديدًا شديدًا ولام القرشيين بسماعهم لكلامه، وعاد ابن الزبير إلى خطبته وكلامه وقال: عذرت بنى الفواطم يتكلمون فما بال ابن الحنفية؟.
فقال محمد بن الحنفية: يا ابن أم رومان، وما لى لا أتكلم؟ أليست فاطمة بنت محمد حليلة أبى وأم أخوتى؟، أوليست فاطمة بنت أسد بن هاشم جدتى؟، أوليست فاطمة بنت عمرو بن عائذ جدة أبى؟، أما والله لولا خديجة بنت خويلد ما تركت فى بنى أسد عظمًا إلا هشمته، وإن نالتنى فيه المصائب صبرت.
وكانت تلك كلمة قوية أمام أمير يريد أن يبايع لنفسه – وقد بايعه الكثيرون – وهو يوشك أن يبطش بكل من يقف فى طريقه، ولكن ابن الحنفية لم يهبه ورد عليه فأفحمه، وتلك شجاعة الهاشميين تأبى عليهم أن يسكتوا عن رد الجواب.
لأهل الحق دولة
وفى الكوفة قام المختار بن عبيد الله الثقفى زعيم الشيعة الكيسانية يقاتل الأمويين باسم ابن الحنفية وينادى بحقه، لكن التاريخ يثبت أن المختار لم يظفر صراحة من ابن الحنفية بأمر صريح يخوله القتال باسمه، والدليل على ذلك تلك الرسالة التى أرسلها إلى المختار ويقول فيها: (أما بعد، فقد قرأت كتابك وعرفت تعظيمك لحقى وماتنوه به من سرورى، وإن أحب الأمور عندى أن أطيع الله فيه ، فأطع الله ما استطعت، وإنى لو أردت القتال لوجدت الناس إلىَّ سراعًا، والأعداء لى كثيرًا، ولكن أعتزلكم وأصبر حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين).
وحين قدمت جيوش المختار لتدافع عن محمد بن الحنفية وبنى هاشم، بعد ما بلغه من تضييق ابن الزبير عليه رفض ابن الحنفية أن يؤذى عبد الله بن الزبير ونهى جند المختار عن السلب والنهب، وخرج إلى رضوى، وخرج ابن عباس إلى الطائف ثم لحق به ابن الحنفية.
كما رفض بعد وفاة يزيد أن يبايع عبد الملك بن مروان، لأنه كان يؤمن أن الخلافة من حق بنى علىٍّ دون الأمويين، وكان يقول: إن أمرنا إذا جاء فليس به خفاء كما ليس بالشمس إذا طلعت خفاء، وما يدريك لعلنا سنؤتى به كما يؤتى بالعروس.
وكان يقول: من أحبنا نفعه الله وإن كان فى الديلم. وكان يحب محبيه ويقول: وددت لو فديت شيعتنا ولو ببعض دمى، كما كان يعتقد اعتقادًا راسخًا بدولة أهل البيت ويقول: ألا إن لأهل الحق دولة يأتى بها الله إذا شاء، فمن أدرك ذلك منكم ومنا كان عندنا فى السنام الأعلى، ومن يمت فما عند الله خير وأبقى.
موقفه من الشيعة
لقد لقب الشيعة الكيسانيون محمد بن الحنفية بالمهدى، وورد فى ذلك شعر عن كثير عزة يقول:
هــــــــو المهـدى خبرنـاه كعـب
أخو الأحبار فى الحقب الخوالى
أقـر الله عيـنــــــــــى إذ دعـانى
أميـن الله يلطـف فــــــى السؤال
وأثنى فى هُـداى علــــــىَّ خيـرًا
وساءل عن بنى وكيــــف حالى
وكان الناس يسلمون عليه بالمهدى فيقول لهم: أجل أنا مهدى أهدى إلى الرشد والخير، اسمى اسم نبى الله، وكنيتى كنية نبى الله، فإذا سلم علىَّ أحدكم فليقل: سلام عليك يا محمد، السلام عليك يا أبا القاسم.
كما اعتقد بعض الشيعة الكيسانية أن محمد بن الحنفية سيعود وأنه هو المهدى المنتظر الذى سيعود فيملأ الأرض عدلاً كما ملئت جورًا وشرًّا، وفى ذلك يقول شاعرهم:
ألا إن الأئـمـة مـــــن قـريـش
ولاة الـحـق أربـعـة ســــــواء
علىٌّ والثـلاثـة مـن بـنـيـــــــه
هـم الأسبـاط ليـس بهـم خفــاء
فـسبـط سبـط إيـمـان وبــــــر
وسبـط غيـبتــه كـربـــــــلاء
وسبـط لا تراه العيـن حـتـــى
يقــــود الخيل يتـبـعـه الـلـواء
تغيـــب لا يـرى فيـهـم زمانـًا
برضـوى عنـده عسـل ومـاء
وقد تبرَّأ ابن الحنفية من أقوال الشيعة فيه، ولكنه سكت عن تصرف المختار الثقفى ليقتص لبنى هاشم من قتلة الإمام الحسين (ع)، وأقر الله عينه حين رأى مصارع الأمويين وأتباعهم الذين شاركوا فى فاجعة كربلاء.
ولا يتهم ابن الحنفية فى شجاعة لأنه لم يرفع السيف فى وجه الأمويين وقتلة أهل البيت (ع)، ولكنه كان لا يريد أن ينتكس الهاشميون مرتين فى فترة قليلة من الزمن، وتوفى (ر) بالمدينة المنورة سنة إحدى وثمانين من الهجرة.
كان يتحلى بحسن الخلق ودقة الفهم وعظمة الإيثار، وكان يعرف فضل أخويه الحسن والحسين (ع) فإذا سئل عنهما قال: إنهما عينا أبى التى يرى بهما وأنا يده التى يرد بها. وقد وقع بين الحسن ومحمد ابن الحنفية (ع) كلام ولحاء ومشى الناس بينهما بالنمائم، فكتب محمد بن الحنفية إلى الإمام الحسن (ع):
(أما بعد فإن أبى وأباك على بن أبى طالب لا تفضلنى فيه ولا أفضلك، وأمى امرأة من بنى حنيفة وأمك فاطمة الزهراء بنت رسول الله (ص)، فلو ملئت الأرض بمثل أمى لكانت أمك خيرًا منها، فإذا قرأت كتابى هذا فأقدم حتى تترضانى فإنك أحق بالفضل منى)، وقد أراد بذلك أن ينال أخوه خيرية الذى يبدأ بالسلام، وصدق الشاعر حين يقول:
وإن يك من خيـر أتــوه فإنمـا
توارثه آبــاء آبائهــــــــم قبـل
وهل ينبت الخطـا إلا وشيجة
وتغرس إلا فى منابتها النخـل
رضى الله عنهم أجمعين.
وقد استأذن الإمام على بن أبى طالب (ع) سيدنا رسول الله (ص) فى أن يسمى أحد أبنائه باسم النبى ويكنيه بكنيته، فصادف ذلك محمد بن الحنفية، وكانت مزية له خاصة، جاء فى الطبقات الكبرى:
وقع بين علىٍّ وطلحة كلام، فقال له طلحة: لا كجرأتك على رسول الله، سميت باسمه وكنيت بكنيته، وقد نهى رسول الله أن يجمعهما أحد من أمته بعده، فقال علىٌّ: إن الجرىء من اجترأ على الله ورسوله، اذهب يا فلان فادع فلانًا و ........
فلانًا – لنفر من قريش – قال: فجاءوا، فقال: بما تشهدون؟، قالوا: نشهد أن رسول الله (ص) قال: (سيولد لك بعدى غلام فقد نحلته اسمى وكنيتى ولا تحل لأحد من أمتى بعده). وكانت كنية محمد بن الحنفية (أبا القاسم) على كنية رسول الله (ص).
كان محمد بن الحنفية (ر) شجاعًا فصيحًا صاحب رأى، وقد ورث عن أبيه من الصفات التى تؤهله للزعامة والسيادة – كما يقول الشيخ عبد الحفيظ فرغلى صاحب كتاب أهل البيت فى مصر – وكان سياسيًّا ماهرًا، فلم يغرر بنفسه، كما أنه لم ينقد وراء وعود الكوفيين له بالنصر، ولذلك وقف موقفًا فيه مرونة وحزم من الفتن التى اشتعلت بعد فاجعة استشهاد الإمام الحسين (ع)، فإنه بعد أن ارتكب يزيد فعلته وأدرك أنه سيهيج عليه الخواطر، ويجر ضده المتاعب ويتيح الفرصة لعبد الله بن الزبير أن يثور ضده، أراد أن يستعطف عليه قلب محمد بن الحنفية فكتب إليه يزيد ليزوره، وقابله بالحفاوة والتكريم، وأقسم أمامه بمحرجات الأيمان على براءته من دم الإمام الحسين (ع)، وأن تبعة ذلك تقع على ابن زياد وحده، ولم يكن ابن الحنفية غافلاً عما فى نفس يزيد من الغدر والكذب، ولكنه أراد أن لا يجر أسرته إلى مزيد من المتاعب، وقد حرص يزيد أن يظهر أمامه بمظهر المواظب على الصلاة المتمسك بتعاليم الدين.
وحينما طلب منه أهل المدينة أن يولوه عليهم رفض، كما رفض الاشتراك فى قتال الأمويين، وغادر المدينة إلى مكة، وامتنع عن بيعة ابن الزبير، فسبَّه وحبس ولده وأراد قتله ولكن الابن تخلص من سجنه بحيلة.
وحينما سب عبد الله بن الزبير الإمام عليًّا والهاشميين غضب ابن الحنفية وصعد المنبر ولام ابن الزبير لومًا شديدًا، وامتدح والده الإمام عليًّا (ع)، وهدد ابن الزبير تهديدًا شديدًا ولام القرشيين بسماعهم لكلامه، وعاد ابن الزبير إلى خطبته وكلامه وقال: عذرت بنى الفواطم يتكلمون فما بال ابن الحنفية؟.
فقال محمد بن الحنفية: يا ابن أم رومان، وما لى لا أتكلم؟ أليست فاطمة بنت محمد حليلة أبى وأم أخوتى؟، أوليست فاطمة بنت أسد بن هاشم جدتى؟، أوليست فاطمة بنت عمرو بن عائذ جدة أبى؟، أما والله لولا خديجة بنت خويلد ما تركت فى بنى أسد عظمًا إلا هشمته، وإن نالتنى فيه المصائب صبرت.
وكانت تلك كلمة قوية أمام أمير يريد أن يبايع لنفسه – وقد بايعه الكثيرون – وهو يوشك أن يبطش بكل من يقف فى طريقه، ولكن ابن الحنفية لم يهبه ورد عليه فأفحمه، وتلك شجاعة الهاشميين تأبى عليهم أن يسكتوا عن رد الجواب.
لأهل الحق دولة
وفى الكوفة قام المختار بن عبيد الله الثقفى زعيم الشيعة الكيسانية يقاتل الأمويين باسم ابن الحنفية وينادى بحقه، لكن التاريخ يثبت أن المختار لم يظفر صراحة من ابن الحنفية بأمر صريح يخوله القتال باسمه، والدليل على ذلك تلك الرسالة التى أرسلها إلى المختار ويقول فيها: (أما بعد، فقد قرأت كتابك وعرفت تعظيمك لحقى وماتنوه به من سرورى، وإن أحب الأمور عندى أن أطيع الله فيه ، فأطع الله ما استطعت، وإنى لو أردت القتال لوجدت الناس إلىَّ سراعًا، والأعداء لى كثيرًا، ولكن أعتزلكم وأصبر حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين).
وحين قدمت جيوش المختار لتدافع عن محمد بن الحنفية وبنى هاشم، بعد ما بلغه من تضييق ابن الزبير عليه رفض ابن الحنفية أن يؤذى عبد الله بن الزبير ونهى جند المختار عن السلب والنهب، وخرج إلى رضوى، وخرج ابن عباس إلى الطائف ثم لحق به ابن الحنفية.
كما رفض بعد وفاة يزيد أن يبايع عبد الملك بن مروان، لأنه كان يؤمن أن الخلافة من حق بنى علىٍّ دون الأمويين، وكان يقول: إن أمرنا إذا جاء فليس به خفاء كما ليس بالشمس إذا طلعت خفاء، وما يدريك لعلنا سنؤتى به كما يؤتى بالعروس.
وكان يقول: من أحبنا نفعه الله وإن كان فى الديلم. وكان يحب محبيه ويقول: وددت لو فديت شيعتنا ولو ببعض دمى، كما كان يعتقد اعتقادًا راسخًا بدولة أهل البيت ويقول: ألا إن لأهل الحق دولة يأتى بها الله إذا شاء، فمن أدرك ذلك منكم ومنا كان عندنا فى السنام الأعلى، ومن يمت فما عند الله خير وأبقى.
موقفه من الشيعة
لقد لقب الشيعة الكيسانيون محمد بن الحنفية بالمهدى، وورد فى ذلك شعر عن كثير عزة يقول:
هــــــــو المهـدى خبرنـاه كعـب
أخو الأحبار فى الحقب الخوالى
أقـر الله عيـنــــــــــى إذ دعـانى
أميـن الله يلطـف فــــــى السؤال
وأثنى فى هُـداى علــــــىَّ خيـرًا
وساءل عن بنى وكيــــف حالى
وكان الناس يسلمون عليه بالمهدى فيقول لهم: أجل أنا مهدى أهدى إلى الرشد والخير، اسمى اسم نبى الله، وكنيتى كنية نبى الله، فإذا سلم علىَّ أحدكم فليقل: سلام عليك يا محمد، السلام عليك يا أبا القاسم.
كما اعتقد بعض الشيعة الكيسانية أن محمد بن الحنفية سيعود وأنه هو المهدى المنتظر الذى سيعود فيملأ الأرض عدلاً كما ملئت جورًا وشرًّا، وفى ذلك يقول شاعرهم:
ألا إن الأئـمـة مـــــن قـريـش
ولاة الـحـق أربـعـة ســــــواء
علىٌّ والثـلاثـة مـن بـنـيـــــــه
هـم الأسبـاط ليـس بهـم خفــاء
فـسبـط سبـط إيـمـان وبــــــر
وسبـط غيـبتــه كـربـــــــلاء
وسبـط لا تراه العيـن حـتـــى
يقــــود الخيل يتـبـعـه الـلـواء
تغيـــب لا يـرى فيـهـم زمانـًا
برضـوى عنـده عسـل ومـاء
وقد تبرَّأ ابن الحنفية من أقوال الشيعة فيه، ولكنه سكت عن تصرف المختار الثقفى ليقتص لبنى هاشم من قتلة الإمام الحسين (ع)، وأقر الله عينه حين رأى مصارع الأمويين وأتباعهم الذين شاركوا فى فاجعة كربلاء.
ولا يتهم ابن الحنفية فى شجاعة لأنه لم يرفع السيف فى وجه الأمويين وقتلة أهل البيت (ع)، ولكنه كان لا يريد أن ينتكس الهاشميون مرتين فى فترة قليلة من الزمن، وتوفى (ر) بالمدينة المنورة سنة إحدى وثمانين من الهجرة.
كان يتحلى بحسن الخلق ودقة الفهم وعظمة الإيثار، وكان يعرف فضل أخويه الحسن والحسين (ع) فإذا سئل عنهما قال: إنهما عينا أبى التى يرى بهما وأنا يده التى يرد بها. وقد وقع بين الحسن ومحمد ابن الحنفية (ع) كلام ولحاء ومشى الناس بينهما بالنمائم، فكتب محمد بن الحنفية إلى الإمام الحسن (ع):
(أما بعد فإن أبى وأباك على بن أبى طالب لا تفضلنى فيه ولا أفضلك، وأمى امرأة من بنى حنيفة وأمك فاطمة الزهراء بنت رسول الله (ص)، فلو ملئت الأرض بمثل أمى لكانت أمك خيرًا منها، فإذا قرأت كتابى هذا فأقدم حتى تترضانى فإنك أحق بالفضل منى)، وقد أراد بذلك أن ينال أخوه خيرية الذى يبدأ بالسلام، وصدق الشاعر حين يقول:
وإن يك من خيـر أتــوه فإنمـا
توارثه آبــاء آبائهــــــــم قبـل
وهل ينبت الخطـا إلا وشيجة
وتغرس إلا فى منابتها النخـل
رضى الله عنهم أجمعين.
ليست هناك تعليقات: